2006/08/26

اما فى ما قال الله ورسوله فلا كذب والحرب خدعة

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله العلى العظيم الاعظم حق حمده العظيم على عظيم فضله واحسانه وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما اغلق والخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق والهادى الى صراطك المستقيم وعلى ءاله حق قدره ومقداره العظيم
من احسان الانسان واتقانه للقول والعمل التمييز بين الاشياء باسلوبه الخاص لمعرفة حقيقتها حتى لا يبنى يقينه فى المعرفة على اكتشافات غيره وربما يكون خاطئا فيسلك سلوكه فى الاخطاء هذا من جهة اما من جهة اخرى فقد يكون المكتشف الاول ضعيف الراى بسبب ضعف قدراته الروحانية فى الرؤيا فيمكنك الله من اختراع الاحسن وقد قال تعالىفى كتابه المكنون(( لكل اجل كتاب )) ومعناه لكل وقت من الزمان علم يؤخذ من الكتاب والسنة كقوله تعالى (( فارتقب يوم تاتى السماء بدخان مبين يغشى الناس )) فقد اوله الاولون بدخان ياتى يوم القيامة من السماء فيغشى الناس لكنه ها هو قد ظهر فى هذا الزمان وفى هذا العصر دخان ولو نظرت بوعى المعرفة وفهم المعانى البعيدة المدى لكتشفت انه ما اتى الا من السماء فغشى الناس قبل يوم القيامة وكان لابد ان تقرا ءاية اخرى من القرءان ليتضح لك المعنى وهو قوله تعالى (( وفى السماء رزقكم وما توعدون )) الا ترى اننا نبتغى الرزق فى الارض لكن ان لم يغثنا الله بالغيث من السما انا لنا ان نرزق ذالك لان من القرءان ءايات محكمات يستطيع العارف ان يستنب منها مباشرة فيبلغ بفضل الله من العلم والمعرفة درجات ومن القرءان ءايات اخرى يوضحها الزمان والمكان اذا جاء موعده ومن القرءان ءايات اخرى يوضح بعضها بعضا ومن القرءان ما لايعلم تاويله الا الله وكل الهام على صواب من فضل الله وما كان للانسان ان يعلم الا ما يريده الله نعم ان من الرزق ما نحرثه ونجنيه من الارض لكن لابد ان ياتى من السماء ليتم امر الله كما يشاء لا كما نشاء فا مر الله ياتى من السماء باذن الله كما يشاء فيسقى الحرث باذن الله ليستطيع زارع الحرام ان يجنى ارباحا طائلة من وراء حرثه الخبيث قال تعالى(( يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث )) فلو سالت ابن عشر سنين عن هذا الدخان الذى يدخنه الناس هل هو طيب ام خبيث لقال لك انه خبيث وما حرم الله على المؤمنين الا كل مهلكة للدات ا والنفس او العقل ومضرة للمجتمع وانى اخاطب المؤمن الذى يؤمن يقينا بكل ما ا نزل الله فى القرءان من امر ونهى ويرغب فى علاج داته ونفسه وروحانيته من الشيطانية لان الشيطانية مرض يتسلط على الانسانية فى المجتمع او فى الانسان بمفرده فتعدم فيه الانسانية فيصير منغلبا اما للبهيمية او للوحشية او لكلاهما حتى تسيطر عليه الشيطانية فيصر عبدا لها ووليا من اولياء الشيطان فينتمى اليهم ويوكله الله اليهم فلا يجد سبيلا الى رزقه الا بواسطتهم والمعاملة فى المجتمع باسلوبهم نعوذ بالله من شر ما خلق والله تبارك وتعالى خلق الخير وخلق له اهله من الملئكة والناس والروحانيين الربانيين الطيبين وجعلهم يتعاونون مع الراغب فى الخير والاحسان لنفسه وللناس ولا يتعاونون مع الراغب فى الخير لنفسه فقط وخلق الله تبارك وتعالى من جهة اخرى الشر وخلق له اهله وهم الشياطين من الجن والانس فيتسلطون على الراغبين فى الخير لانفسهم ليسيطروا عليهم فيستعملونهم فى شيطانتهم وخبثهم ويضلونهم عن سبيل الله من حيث لا يشعرون فاولائك هم عمال الشيطانية وحلفائها وتنزه الله تبارك وتعالى عن الخبائث فمن تسبب للشر وسبق فى غيب الله انه من اهل الشر ولغ فيه ووكله الله تبارك وتعالى الى الشياطين فيملكون قلبه ويشعرون بكل ما ينوى حتى اذا نوى نية حسنة خوفوه منها ليرجع الى اصله فلا يتركون له منفذا الى السبيل الاقوم الذى يهدى الى روح الانسانية الربانية ليكون من المهتدين الصالحين قال تعالى(( فزادهمالذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم ايمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله ذوا فضل عظيم )) وان قلوب الشياطين متشبكة بعضها مع بعض ومتصلة روحانيا لذالك فلايقدر المخلص للانسانية ان يعمل مثل اعمال الشياطين ولو اجتهد حتى ينغمس فى الشيطانية ويسلب الايمان نعوذ بالله قال تعالى (( ان يدعون الا اناثا وان يدعون الاشيطانا مريدا لعنه الله )) صدق الحق الحكيم المبين
التمييز بين الاشياء لمعرفة حقيقتها ضرورى عند الحكماء المؤهلين للقدرات الروحانية وربما يكون شيئين شبه متناقضين لكنهما فى صف واحد لابد منهما ليتم العمل فيتناحر عليهما الاخوان بسبب جهلهما وعدم اعتراف بعضهما بمزايا البعض الاخر كانهما فى واد والاخرين ما هم الا اخوانهم فى نفس السبيل لكنهم فى واد اخر بعيدين عن الفهم والمعنى فيخافون من الفتنة وما يخوفهم الا الشيطان قال تعالى(( انما النجوى من الشيطان ليحزن الذين ءامنوا وليس بضارهم شيئا الا باذن الله )) والنجوى الشيطانية هى ذالك الاتصال الروحانى بين الاخوان فيسلك فيه الضعفاء منهم سوء الظن
وان الشخص التابع لتدبير غيره من مستواه العرفانى ليكون شبيه عبد غيره فهذا القول سم من اقوال المستشرقين الذين تعلموا العربية واتقنوها و زرعوه بين كتبنا لنتسمم به سواء بقصد او بغير قصد فلا يجوز اتهام المؤمنين المتحابين فى الله على قلب رجل واحد
ان الاسلام كالجندية واساس السنة فيه الاتباع والتاخى والتحابب ولا فرق بين ابيض واسود وبين عربى وعجمى الا بالتقوى ومن احتقر اخاه فقد اتى بذنب عسى ان يعذبه الله به وان مثل الاحتقار كمثل من احتقر نقطة الذال المعجوم فعوض ان يكتب رجل او مكان جذاب بالذال المعجمة كتب رجل او مكان جداب بالدال الغير المعجمة فلما نبه الى ذالك قال ان هى الا نقطة فما فائدتها فهل تعلم ماذا فعل
الجواب انه قتل ما احياه الله بعلمه وعمله وارادته ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم
انه اذا لم يتم للشخص اتقان التمييز بين قولين او عملين نفر ممن تشكل عليه وان كانا هذين الامرين امر واحد لا يتم الغرض المطلوب الا بهما معا لكن كيف يريد الانسان ان يفهم شيئن شبه متناقضين وقد قرا كتبا زرعها الضالون ليفتنوا بها الفريقين اهل علم الظاهر واهل علم الباطن واهل الظاهرهم الذين غلب على معنويتهم ذالك النوع من العلم والمعرفة واهل الباطن هم الباحثون المتعمقون فى البحور المعنوية ليبلغوا الحقائق الجوهرية والروحية
وما الشك الا ضد اليقين فى كل شىء ولا يدرك حقيقة الشىء الا الباحث المتعمق ولا يحق للمبتدا ان يتسارع فى الحكم قبل اليقين عن اقوال غيره ما لم يبلغ الى مستوى بعيد فى المعرفة لانه لا يستوى من فتح الله بصيرته واجلى عنه كل فتنة ظلماء مع من لا يزال يتخبط فى الشكوك والاوهام وقد يكون متقنا للنحو اللغوى لكنه بعيدا جدا عن الابحار فى البحور المعنوية ولا قدرة روحانية له لبلوغ الحقيقة بمفرده لان اللغة لا تكفى فى ذالك الميدان وكيف يريد المرء ان يعلم وهو نافر ممن سيعلمه وهويتهمه بالكفر او الشرك او غير ذالك من القذف وما ذالك الا بسبب اوهام اقتبسها من كتب جهلة الناس او يعملون مع الضالين والمضلين عن السبيل الحق والصواب و ان التجارب الروحانية وممارسة تطبيق الاشياء على حقيقتها ظاهريا وباطنيا دون السمع من المبطلين الذين يسيرون وراء اغراض يكثمونها بينهم ويزرعون الفتن فى المجتمع الذى يبنى اسسه على الحقيقة المحمدية ويجعلون حاجزا مانعا للناس بين شيئين لا يتم الامر الا بهما معا قلت
قلت ان التجارب الروحية وممارسة تطبيق الاشياء على حقيقتها ظاهريا وباطنيا هى التى تجعل الانسان يتحرر فى اعماقه من مخاوفه واوهامه وظنونه السيئة وكم ممن يخاف من الغرق بسبب عدم ممارسته السباحة وفى الواقع لو مارسها لكان سابحا مهرا وما يمنعه عنها الا اما الى هؤلاء او الى اولئك فهؤلاءاقصد الذين يضمرون السوء وهو يلهث فى طريقهم يتبعهم كمن ضبعه الضبع فى ليلة ظلماء اما اولئك فاقصد الذين ملات الدنيا الجانب الروحى من قلوبهم فلا يمكن لهم ان ينطلقوا الى الاعماق فتجدهم فى مجالسهم يجتمع اليهم جم غفير من الناس فبذالك يعجبون من انفسهم ومن علمهم وبذالك العجب يحجب الله عليهم الحقيقة فتجدهم يستغلون مركزهم العلمى فيستغلون الناس فى اغراضهم ومنهم رجل يجتمع اليه اناس لينطلق بهم الى الحج فيشترى لهم التذاكر بثمن فيتفق مع الحجاج بثمن اخر وهذا استغلال نهى عليه رسول الله اللهم صل وسلم عليه وعلى ءاله بقوله هلا جلست فى بيتك فيصلك من الهدايا ما اهدى لك حيث استعملناك فى امرنا وان هذا الانسان لم يقعد عند هذا الحد فكم سب ولعن وكفر من رجال عارفين لم يصل اليهم حتى الاصبع الاصغر من اصابع ارجلهم وقد تطاول لسانه ولئن لم ينته ويرجع الى الصوب ليرجمن فى يوم من الايام وذنبه على نفسه ولن ينفعه ولو حج الف حجة ما دام مستغلا معجبا بعلمه وبفلسفته وهذا النوع من العجب ما هو الا من الشيطانية واننى لا اريد ان اذكر اسما من الاسماء هنا وانما ارشد الى معرفة الصواب ولعل الظالم لغيره ان ينتهى من الظلم فهل هو الحكم بين الناس وهل بلغ الى هذه الدرجة من التمييز العميق حتى يستطيع ان يكون حكما بين الناس ان الحكم بين خلقه الا لله ولا احسد ان يتوب الله على من يشاء من عباده ومن كفر فعليه كفره
وكم ممن يخاف من الغرق بسبب عدم معرفته للسباحة وفى نفس الوقت لا يمكن ان يتعلم الانسان السباحة شفويا الا بوجود الماء فيريض اعضاءه فيها مع مساعد ماهر فى السباحة وعنده اسلوب وكيفية تعليم غيره فيحسن فيه ظنه ولا يتخلى عنه عند الشدائد
ان اصعب شىء تعلمه على الوجه الاصح فى الوجودهو علم الروحانيات الانسانية الربانية وقد تكون الروحانيات الشيطانية اسهل اذ يسرق تيارها من لم ينتمى الى الجماعة الصالحة فيكون متصلا فى الغيب روحانيا مع سلطان الجماعة السفلية
ذالك لان الروحانيات الانسانية الربانية تعتمد من عدة وجوه على عدة اشياء مهمة منها الايمان العميق والاخلاص والصدق والتصديق فى القول والعمل والحذر والحرص والصبر والاجتهاد وملازمةالادب مع الاخوان والتواضع والرغبة مع احسان القول والعمل مع الخضوع للتربية وفى نفس الوقت لابد من ايجاد مساعد عارف ربانى حكيم احكم الله امره واجلى عن قلبه كل فتنة ظلماء ليكون بصره حديدا يرى الاشياء واضحة على حقيقتها ورغم ضعف ايمانك بسبب نقص فى علمك ومعرفتك فانت فى حاجة الى حسن الظن فى الله وفى عباد الله ثم الى الصدق والتصديق للذين وللاهم الله تربية الشخصية القوية بالروحانية الانسانية الربانية فى الانسان وان لم تفعل ذالك فبسبب مرض شيطانى قذفه الشيطان فى ضميرك فاضمرته وركزت عليه هو الذى غطى عنك الحقائق... والانسان ذائما فى حاجة الى العلاج من امراض الشيطانية لان الشيطانية مرض تتسلط على الانسانية كما يتسلط الحمق على العقل فمن الناس من يصدق كل ما املاه عليه ضميره من غير ميزان يذكر وان ظن ظنا فى غير موضعه او يصدق كل ما قيل له فى غيره وان كان القاءل خاطئا لا يرى الاشياء على حقيقتها او ظالما متعمدا
ان البحر الروحانى اشد عمقا من البحر المادى واكثر البحور مخاوفا لان البحر المادى لو ذهب بحياتك وبقى الايمان فانه لم يضع منك النفيس لانك بايمانك تكون مطمئنا الى الله اما البحر الروحانى لو ذهب فيه ايمانك ويقينك فى الله لذهب بك الى الجحيم فما معنى لحياتك ولا لمتعتك بعد ذالك ولو عشت فى نعيم وملك لا يدوم ونهايته بداية فى الجحيم
ان ابليس لعنه الله والمحيطين به من الشياطين ليسعون فى الارض باحثين راغبين ان يجدوا بين الناس شخصا يتحمل مسؤوليتهم الشيطانية ليكون قوى الشخصية فيها حتى اذا وجدوه فرحوا به وهم الذين يسعون اليه بكل ما يتمنى حريصين على ان يضيع منهم فيعلمونه مجانا كل علم وكل حال وكل ظن سىء وكل فسق من الشيطانية
قال سيدنا محمد اللهم صل وسلم عليه وعلى ءاله امراة فاسقة خير عند ابليس لعنه الله من الف رجل فاسق خادم المجتمع والانسانية ايت اوفقير اليزيد احيصر ارسموك من قبائل اداولتيت تفراوت المولود